ماهو فطر الكانديدا وماهى مخاطره يستخدم فى صالونات التجميل والحلاقة
هو أحد أنواع الفطريّات المجهريّة التي تعيش في جسم الإنسان دون أن تُلحق به أيّ أذى، وهو كائن ذو خليّةٍ واحدةٍ، يتكاثر بالطريقة اللاجنسيّة، ويقتات على نواتج التفاعلات الكيميائيّة التي تحصل داخل الجسم أو على الخلايا الميّتة أو على السكّر من الطعام. يوجد فطر الكانديدا بشكلٍ طبيعيّ في الجِهاز الهَضمي للإنسان، بالإضافة إلى الجلد والأغشية المخاطيّة للجسم دون أن يُسبّب العدوى، فإذا ما حَصَل تغيّر في البيئة الداخليّة للجسم، أو ضعفت مناعته فإنّ هذه الفطريّات ستتكاثر بشكلٍ كبير مُسبّبةً العدوى.
حيث هنالك أكثر من عشرين نوعاً لفطر الكانديدا، إلّا أنّ أكثرها تَسبّباً للعدوى والالتهاب لجسم الإنسان فيسمّى بكانديدا ألبيكانز، وتعتبر العدوى بفطر الكانديدا سبباً حقيقيّاً للوفاة عند الأشخاص منقوصي المَناعة كمرضى متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، وكذلك مرضى السرطان.
أنواع العدوى بفطر الكانديدا
قد يُصيب فطر الكانديدا أماكن كثيرة في جسم الإنسان بالعدوى، كالجلد، والأعضاء التناسليّة، والفم، والحلق، والدم، ولذلك تختلف الأعراض باختلاف المنطقة المصابة، أمّا أبرز أنواع عدوى الكانديدا والأعراض المُصاحبة لها فهي على النّحو الآتي:
عدوى الكانديدا الفموية
عدوى الكانديدا الفمويّة أو ما يُسمّى بداء المبيضات الفموي ينتج عن تكاثر الفطريّات في الفم والحلق، ويُسبّب ظهور طبقةٍ بيضاء في المنطقة المُصابة تُسمّى بالقلاع الفموي، ونادراً ما يُعاني البالغون من هذا النّوع من العدوى؛ إذ يُصيب عادةً الأطفال حديثي الولادة أو الكبار في السنّ، بالإضافة إلى المَرضى الخاضعين للعلاج الكيميائي أو الأشخاص ذوي المَناعة الضعيفة؛ كمرضى مُتلازمة نقص المناعة المكتسبة، وقد يعاني منها كذلك مرضى داء السكري أو الأشخاص الذين يتناولون أنواعاً مُعيّنة من المضادّات الحيويّة أو مركّبات الستيرويد أو الذين يستخدون بخاخات لعلاج مرض الربو.
إنّ الأعراض المُصاحبة لهذه العدوى تتمثّل بظهور بقع بيضاء داخل الفم أو على اللسان، وكذلك التهاب الحلق وصعوبة البلع، بالإضافة إلى ظهور تَشقّقات على زوايا الفم، ومن الضروريّ جدّاً مُراجعة الطبيب عند الإصابة بعدوى الكانديدا الفمويّة؛ إذ في حال تركها دون علاج مِن المُمكن أن تنتقل العدوى إلى الدم وذلك من شأنه أن يُشكّل خطراً على حَياة المريض.
عدوى الكانديدا في المناطق التناسليّة
يُصاب بهذا النّوع الرجال والنّساء على حدّ سواء، وهي أحد أنواع العدوى الشائعة التي تصيب النّساء؛ إذ تُشير الدّراسات إلى إصابة حوالي 75% من النّساء بعدوى الكانديدا المهبليّة الفرجيّة لمرّة واحدة على الأقل خلال حياتهنّ، وتسبّب إثارة الحكّة الشديدة في المهبل، وكذلك ظهور تقرّحات واحمرار في المنطقة المصابة، بالإضافة إلى خروج إفرازات مهبليّة بيضاء اللّون، والشعور بآلام عند الجماع. ويصاب كذلك الرجال بهذه العدوى، خصوصاً غير المختونين منهم، وتسبّب ظهور طفح جلديّ على القضيب، بالإضافة إلى الحكّة والشعور بالحرق في مقدّمته، ويجب علاج هذه العدوى، إذ بالإمكان نقلها إلى الزوج.
العدوى الفطريّة الغزويّة
هي أخطر أنواع العدوى الفطريّة؛ فعلى العكس من الأنواع الأخرى التي تؤثر على منطقة معيّنة من الجسم، تتكاثر الفطريّات في هذا النّوع في الدّم، وتشكّل بذلك خطراً على مختلف أعضاء الجسم، كالقلب والدّماغ والعينين والعظام وغيرها، ويُصاب بهذا النّوع عادةً الأشخاص الذين مكثوا في المستشفى لفترة طويلة، كما قد يُصيب المرضى منقوصي المناعة أو الذين لم يعالجوا من الأنواع الأخرى للعدوى الفطريّة بشكل سليم.
يُعتبر الأطفال حديثي الولادة ذوي الأوزان المنخفضة جدّاً عند الولادة عُرضةً وبشكل كبير للإصابة بهذا النّوع، ومن الصعب معرفة الأعراض المصاحبة للعدوى الفطريّة الغزويّة، وذلك لأنّ الأشخاص المُصابين بها عادةً ما يعانون أصلاً من أمراض أخرى، ومع ذلك، فإنّ ارتفاع درجة حرارة الجسم والقشعريرة التي لا تتحسّن بعد تناول المضادّات الحيويّة أكثر أعراض هذا النّوع شيوعاً، أمّا الأعراض الأخرى فتعتمد على العضو المُصاب.
علاج العدوى الفطريّة
تختلف أشكال علاج العدوى الفطريّة باختلاف نوع العدوى ومدى شدّتها، إلّا أنّ العلاج يعتمد بشكل رئيسيّ على الأدوية المضادّة للفطريّات؛ فالعدوى الفمويّة تستجيب وبشكل جيّد لمضادّات الفطريّات الموضعيّة مثل كلوتريمازول ونيستاتين، أمّا مضادّات الفطريّات الجهازيّة، مثل فلوكونازول وإيتراكونازول، فقد يتمّ الاستعانة بها إذا ما كان الالتهاب يشمل البلعوم كذلك، خصوصاً إذا لم يُشفى باستخدام الأدوية الموضعيّة. العدوى الفطريّة التي تصيب المريء تلزم عادةً العلاج باستخدام فلوكونازول كحبوب عن طريق الفم أو على شكل حقن عبر الوريد، أو باستخدام حبوب إتراكونازول عن طريق الفم، أمّا إذا ما كانت العدوى شديدةً أو من النّوع المقاوم للمضادّات السابق ذكرها، قد يتمّ اللجوء عندها لدواء أمفوتيريسين بي.
لعلاج العدوى الفطريّة للأعضاء التناسليّة أشكال متنوّعة من مضادّات الفطريّات، أكثرها استخداماً تلك التي على شكل تحاميل أو مراهم، وتتراوح مدّة العلاج بهذه الأشكال بين يوم واحد وسبعة أيّام، وقد يتمّ علاج الحالات الخفيفة أو المتوسّطة بتناول جرعةٍ واحدةٍ من حبوب مضادّات الفطريّات عن طريق الفم، وتمتاز هذه الأدوية بنسبة نجاح كبيرة، على الرّغم من إصابة بعض المرضى بالعدوى مرّة أخرى بعد فترة من إكمال العلاج. في حال الإصابة بالعدوى الفطريّة الغزويّة، فيعتمد نوع مضادّات الفطريّات ومدّة العلاج بها على عوامل عدّة، كعمر المريض وحالته المناعيّة، بالإضافة إلى شدّة وموقع العدوى؛ فعند معظم البالغين تتمّ الاستعانة بدايةً بدواء إيشينوكاندين، يُعطى عبر الوريد، وبالإمكان أيضاً استخدام الأنواع الأخرى من مضادّات الفطريّات، مثل فلوكونازول وأمفوتيريسين بي وغيرها. عند الإصابة بالتهاب الدّم، يجب الاستمرار بالعلاج لمدّة أسبوعين بعد الشفاء من الأعراض وبعد اختفاء الكانديدا من مجرى الدّم، وعادةً ما تلزم الأنواع الأخرى من العدوى الغزويّة، كالتي تصيب العظام أو المفاصل أو القلب أو الجهاز العصبيّ مدّةً اطول للعلاج
سعود الطبية تحذر من فطر الكانديدا
كما أكدت مدينة الملك سعود الطبية على أهمية الوقاية من فطر الكانديدا؛ من خلال الحفاظ على الجلد والأظافر جافة ونظيفة وتبديل الملابس بعد التعرق أو البلل والغسيل بالصابون والتجفيف الجيد لتجنب نمو الخميرة الفطرية، كونها تنتشر عند زيارة صالونات التجميل أو صالونات الحلاقة، مشددة على اختيار الصالونات التي توافق معايير النظافة والحرص في عدم مشاركة الأدوات الشخصية في المسابح والحمامات العامة.
ونوهت المدينة على لسان استشاري الأمراض المعدية بمستشفى الأطفال د.عمر الزمر بأن فطر الكانديدا هو عدوى سطحية تصيب الفم أو المهبل أو الجلد، حيث يسبب بقعة بيضاء أو حمراء، وحكة وتهيجًأ أو كليهما.
وشدد د.الزمر على ضرورة تجنب الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية، وكذلك أهمية استشارة الطبيب لمن يعانون من ضعف المناعة ا أو المصابون بالسكري أو مشاكل صحية في حال تطورت لديهم أعراض فطر الكانديدا.
كما أشار د.الزمر إلى أن أبرز أعراض الكانديدا عدوى الفم الفطرية وتتمثل في حدوث بقع دهنية بيضاء داخل الفم وتشققات في زوايا الفم، بالإضافة إلى لسان أملس بلون أحمر يسبب الألم، وكذلك بقع في المريء تسبب الألم أثناء البلع.
وأضاف قائلًا: لكن إذا انتشرت العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم تصبِح أكثر خطورة، حيث يمكن أن تسبب الحمى وتضخم الطحال وانخفاض خطير في ضغط الدم، وإذا كانت العدوى شديدة فقد تتوقف عدة أعضاء عن العمل ويمكن أن تحدث الوفاة.
وأوضح د.الزمر بأن المبيضات "الكانديدا" هي فطر ثنائي الشكل ينمو على شكل خميرة وخيوط، وهي جزء من الكائنات الطبيعية للإنسان يمكن أن تستعمر الأسطح المخاطية والجهاز التناسلي والبولي والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي وتجويف الفم، وقد أثبتت بعض الدراسات أن ما يصل لـ 65 % من الأطفال الأصحاء يحملون المبيضات ككائن حي متكافئ.
وأفاد بأن هناك عدة عوامل قد تؤثر في تغيير آليات الدفاع الوقائي للإنسان وتساهم في تحول مستعمرات المبيضات من كائنات حية متعايشة إلى حالات مرضية مصحوبة بأعراض حادة؛ مما ينطوي على تغيير في التوازن الطبيعي لاستعمار المبيضات يؤدي إلى فرط نموها.
وختم د.الزمر تصريحه منوهًا بأن الحالات والفئات الأكثر عرضة للإصابة بعدوى فطر الكانديدا تشمل داء الفطر الفموي خصوصا لدى الأطفال الرضع، وعدوى الفطريات المهبلية لدى السيدات الحوامل، بالإضافة إلى الأشخاص المصابون بأمراض أخرى مثل داء السكري والأشخاص الذين يعالجون بأدوية مثل المضادات الحيوية والأدوية المثبطة للمناعة كذلك الأشخاص الذين لديهم أسنان مركبة ومرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي والأشخاص الذين يعانون من خلل في الجهاز المناعي سواء نقص المناعة الخلقي أو نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
المصدر: موضوع